( دعوة لمشاهدة سنوات الضياع ..!!)ــ

( دعوة لمشاهدة سنوات الضياع ..!!)ــ
للكاتب *غيث الصغو*

دقت عقارب الساعة الثالثــة ظهرا بتوقيت الجماهيرية تغيّرت قناة التلفاز تغيـّرا تلقائيا على قناة المفاجآت دائما .. التي كثيرا ما تذبح القيم والأخلاق وتخدش الحشمة والحياء ولا أظننا قد نسينا ما بثته من حلقات سخرية وتلاعب جماعة (طاش ما طاش) بدعاة الدين

الذين هم أهل الله وخاصته .. ومع ذلك تبقى القناة المفضلة لدى الكثير من الناس على الأقل هذه الأيام التي استطاعت فيها اصطياد قلوبهم من خلال بثها لسم سنوات الضياع .. الآن بدأت أحداث جديدة من هذا المسلسل الكلام ممنوع الأكل والشرب ممنوع أيضا السلام ممنوع هو الآخر مسموح لك فقط بأخذ أكسجين من غرفة ضيقة مغلقة ازدحم فيها الصغار مع الكبار الأباء مع الأبناء اجتمعت الأسرة وجمع شتاتها بعد فرقة طويلة .. اجتمعت وقائد السفينة ماسكا أوماسكة بجهاز التحكم عن بعد في يدها ولاعجب فنحن في عصر التمدن والتحضر و( البلابل) لذا عليك أن تواكب هذه التطورات والتغيرات وتجلس في حضرة أمك واخواتك وتشاهد سيلان ماء الحياء وترقص وتغني بقول القائل :
إذا كان رب البيت للدف ضاربا *** فشيمة أهل البيت الرقص

التأم الشمل هذه المرة لمشاهدة يوم جديد يتحدث عن حب وعشق ومجون وقرع كؤوس وقُبل وأحضان وقمار من خلال دراما تركية تُبث عبر قناة الـ (أم بي سي)( mbc) لمدة ساعة كاملة لنجد أنفسنا بعد انتهاء ساعة من الضياع نخمن ما الذي يمكن أن يفعله يحيى يا ترى بعد أن ظُبطت لميس معه في بيته .. وهل سيواظب عمر على القمار.. وماذا عن رفيف وزوجها وهل أنهى يحيى علاقته بها إلى الأبد أم أن هناك تطورات ستطرأ لتفاجئ الجميع في هذه الدراما المدبلجة بلهجة يعشقها الجميع .. كل هذه أسئلة طرحها و يطرحها متتبعي هذا المسلسل الراكد عقب انتهاء كل حلقة من حلقاته التي وصلت إلى المائة و(...)..!! وقد تصاحب هذه المشاهدة بعض الدموع والنحيب والعويل إعجابا بلميس ورقتها وأناقتها ويحيى وشهامته وشجاعته وعمر وشركته وإغرائه لفتياته بماله كل يتمنى على نفسه لو أنها كانت أحد هؤلاء الأبطال ممن أحبهم حبا جما .. لن أضيف شيئا على ما كتبته الأقلام الهادفة التي نبهت عن هذا المسلسل وخطورته في فساد وضياع الأخلاق سواء كان ذلك بالمقالة أو بالرسم الساخر الذي كان أبلغ من الكلام .. ولكن أردت فقط أن أرد على من سوّقوا لهذا المسلسل بالحديث والكتابة عنه ووصفهم له بأنه منتج رائع وحلقاته المائة والخمسين جاءت لتعالج قضايا قريبة من قضايانا وأن أبطال هذه القصة يشبهوننا تماما في حياتنا الإجتماعية واليومية وأننا نتقاسم معهم عامل المأكل والمشرب والملبس وليسوا منّا ببعيد في اتخاذ شريكات حياتهم و هناك أشياء أخرى نتشابه فيها لايتسع المقام هنا لذكرها .. لا أُخفيكم وجدت نفسي مرغما على مشاهدة إحدى حلقاته المطولة التي تطاول فيها أبطالها على الأدب وأهله.. ووجدت نفسي أضع بطاقتي الصحفية على صدري وأجوب الجامعات والمعاهد والمدارس أتقصص وأسجل أراء المولعين به ذكورا وإناثا وخاصة أن هناك نسبة لا بأس بها تواجدت بمؤسساتنا التعليمية لأجل الدور الثاني بسبب لميس وغير لميس مما يخيل إليك أن سنة دراسية جديدة قد بدأت ولم يتم الإعلان عنها وجدت نفسي أيضا أجالس فتيات صغيرات لم يلتحقن بالدراسة بعد وأتجاذب معهن أطراف الحديث عن لميس وما حفظنه عنها من كلمات وحركات مائعة .. نعم كل هذا قمت به لأُكذب الذين يسوقون لهذا المنتج الفاجع الذي لم يتلاءم مع قيمنا لا شكلا ولامضمونا حيث بدأنا الاختلاف من ومع مغرية الجميع السيدة لميس وما ترتديه من ملابس عارية وقصيرة في مسلسلها الطويل والتي تتنافى مع ما ترتديه بناتنا من ملابس عفة وحشمة أمرهن الله به .. مرورا بعصيانها أوامر أمها وخروجها من بيت أهلها متى شاءت وأنّى شاءت وحيثما شاءت وأيان شاءت مبيتة ليلتها مع من تشاء .. مرورا بعمر ومواضبته على لعبة يحرمها ديننا ويرفضها بلدنا المسلم .. انتهاء بيحيى وتلاعبه بمن أراد من بنات الناس وغيرهم كثير من أبطال هذه الدراما ممن سقطوا من ذاكرتي ولا تلوموني على سقوطهم ( إن البقر تشابه علينا ).. يا سادة وجدتهم يحتسون الخمر والنبيذ ويلعبون القمار وتخرج فتاتهم دون أخذ الإذن من أهلها لتقابل فارس أحلامها وتحتسي معه القهوة والشاى والنبيذ على مرأى ومسمع من الخلق ورب الخلق يشهد على ذلك .. نعم هذا جزء بسيط مما يحدث في مسلسل خطفت أحداثه وتطوراته قلوب الكثير من ( بنات وأبناء) ليبيا وما أبى القلم أن يحدثكم عنه كان أعظم فهل وجدتم شيئا مما ذكرناه لكم على عجالة يشابه أخلاقنا وما نقوم به في حياتنا اليومية مما يؤكده الكثير من متتبعيه ومحبيه ..لا أظن ذلك فحياتنا يصورها لنا شاعرعربي في بيت شعري جد بسيط بعد أن تخرج من جامعة الأخلاق وتعلم منها كيف يذود عن أهله وجيرانه في الدفاع عن كرامتهم وعرضهم تعلم كيف يصون عرض جارته كلما وقعت عينه دونما قصد عليها حيث أنشد قائلا :
أغض طرفي ما بدت لي جارتي *** حتى يواري جارتي مثواها
..ديننا وأخلاقنا يرفضان كل ما يحدث في هذا المسلسل المشبوه بدءا من موسيقته وانتهاء بما يحدث في حلقاته من عار يجعل وجهك يسقط رغما عنك .. ديننا السمح يرفض الاقتران بشريكة الحياة مالم يتم هذا بإشهار وعقد قران على عكس زواجهم الذي يحدثوننا به .. يا سادتي هذه هي أخلاقنا ستظل تناطح الثريا حتى وإن نجح المسلسل ومروجيه في اصطياد قلوب الكثيرين منّا وستظل النسبة الأكثر ترفض وتأبى التسويق لمثل هذه الترهات التي يندى لها الجبين .. وأنا هنا أوجه نداء عبر هذا المنبر الإعلامي الإصلاحي إلى كل أولياء الأمور ممن غفلوا على أبنائهم وبناتهم وتركوا لهم الحبل على الغارب ادعوهم لمشاهدة ولو حلقة من هذا المسلسل الفاضح ليعلموا على أي ثقافة ومسلسل ولميس نتفرج علهم يسارعوا في إصلاح ما أفسده هذا المنتج التركي ويتم إنقاذهم من سلاح قاتل خلى من مادة الرصاص ..!! فهل وصلت الرسالة ..؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

مشكووووووووووووووووور

مشكووووووووووووووووور عاشق اجدابيا

بارك الله فيك اخي عاشق اجدابيا
على الموضوع القيم
وان شالله ربي يهدي شبابنا