حكايتى مع الورقه

أجلس على الطاولة..
أشعلت الضوء و أمامي أوراقي البيضاء..
أنتظر لحظه لأفكر.. و ساعات لأكتب..
الحبر قرب يجف و أنا لا أزال أفكر!!

الورقة تعبت...تريد كلامي و كتاباتي..
تخاطبني و تقول لي: متى تكتب؟ عدت بعد زمانً من الإنقطاع..
استرجعَتَ موهبتك ... و الآن أنتَ جالس
لا أفكار و لا حروفاً و لا حتى نقطة حبر!
قلتُ لها: أعلمي أنني أسكنتكِ معي بكتاباتي.. و أن كلماتي تدغدغ سطوركِ..
و لكنني أعجز عن الكتابة.
أعجز عن الكلام و وسائل الإقناع..
أعجزُ عن حروفي الضائعة في مخيلتي..
أريد أن ألمس فيها روح الإقناع!
أريد أن أجعل الصورة فيها واضحة بين أيدي الناس..
انتهيت بالصمت ! لم أعرف كيف أكمل!
أخذ الصمت يخيم علينا .. و بدأت أسترجع أفكاري
كتبتُ بعدما الحبر تمتم من البرد..
بسبب كلماتي الجافة رغم أنني دفأتها بأصابعي ..
مسكتُ الورقة.. و ذهبت بها إلى المرآة ..
جعلتها تنظر لنفسها لترى رحيق كلماتي..
و أن سطورها أصبحت تغني..رغم أنها معكوسة
و غامضة بعض الشئ ؟!!

ابتسمت بسمة مجاملة..
و سألتني عن السبب الذي جعلني أريها نفسها في المرآة ..
فقلت أنا إنسان و أنتِ ورقة و أن لكل منا شخصية و أحلام..
و أنا أحلامي نسجتها بخيوط قلمي على سطوركِ ..
لأُريكِ أن لكل شخص جماله و شخصيته و طموحاته و آلامه و أحلامه
و أنا جعلتكِ ترين أحلامي المعكوسة و الغامضة ..
لكنها ليست جافة .. بل فيها أحاسيسي و أحلامي و دموعي و ذكريات طفولتي ..
اعلمي أنني و أنتِ نكمل بعضنا بعضاً..
فجمال الورقة بالكلمات و جمال الكلمات بالورقة