تأملتها .. وسط الزحام ..فلم تكن كتلك الوجوة العابرة ..وجوه فى الزحام
لمحتنى .. إلتقت عينانا فى عناق طويل ..وضعت يدى على قلبى خشية أن
يخرج من صدرى
كنا كطائرين مذبوحين يريدان أن يتعانقا ولكن بينهما جاجز من زجاج لا يعوق
الرؤيا ولكنة يمنع الوصول
عادت بى الزكريات إلى الطفولة ..الى أيام الصبا .. أيام الأحلام
كنا صغيرين نلعب عند غدير الحديقة حينما همست الى ..أحبك
حملتها وظللت أطوف بها هنا وهناك ...الى ان طلبت منى أن أحضر لها
تفاحة
صعدت الى الشجرة ورميت لها ما طالتة يداى الصغيرتان
أتذكرها وهى تلتقط التفاح وتضحك وتجرى هنا وهناك فرحة كفراشة النور
ثم كبرنا معا وسألتنى يوما
لماذا لم تجب على حين قلت لك أحبك ؟
فتبسمت وقلت لها نعم أحبك .. يا صغيرتى ,,, يا جنتى وشقائى ,,, يا رفيقة
الصبا ويا حلم الطفولة
أتنفس حبك
ويجرى فى شراينى هواكى
ثم سألت : ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر
أجبت بسرعة : ضابط شرطة . وأنتى ؟
قالت : طبيبة
ثم كبرنا وحدث أن إرتحلنا من المكان وإفترقنا
ونسيت تلك الأيام ولكنى لم أنساها
أتذكرها وهى تودعنى وتقسم أن لن تنسانى
ظلت فى أحلامى ويقظتى ,, ظلت فى مخيلتى ,, فى أسفارى ,, فى صحتى
وسقمى
كلما أتذكرها ... تهب ريح تلك الحديقة فتعصف بجذور حياتى
كلما أتذكرها ...أشعر بألم فى صدرى .. يكاد ينفطر لة كيانى
أشعر بحبى للصمت ...ولا أدرى لماذا ..؟
إقتربت منى وسألتنى : أهذة إبنتك
أومأت برأسى نعم
قالت ما إسمها
قلت : نوران
قالت على إسمى ؟
ثم همست والدموع تكاد تخنقها أأصبحت ضابط
قلت لا وأنتى ..؟
قالت طبيبة مثل ما تمنيت صغيرة .. أتذكر
أجبت نعم
سألت بخوف ... تزوجتى ؟
قالت : نعم وعندى ولد
ضحكت وقلبى يبكى وسألتها أمازلتى تحبى التفاح..؟
ضحكت ودموعا تنزل وقالت إلى آخر عمرى
ثم إنصرفت سريعا وإختفت وسط الزحام
وتركتنى مرة أخرى لذكرياتى الحزينة وإبنتى تحاول أن تمسح دموعى التى إنسابت من عينى كمطر الشتاء
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى = ما الحب إلا للحبيب الأول