الإيمانُ وحده سبيلُ الاطمئنان, والصلةُ بالله والالتجاء إليه وحده, والتوكلُ عليه وحده بصدقٍ هو الذي يورث القلب ذاك الشعور الذي تبحثُ عنه كلُ القلوب الخائفة التائهة, الشعور بُلأمان.
ولأنه ليس من أحد سوى الله يمدنا بالأمان فإنّ القلوب تتجه إليه وحده ساعةَ الفزع, المؤمنةُ والمشركةُ والملحدةُ على السواء, كل شيء يُنسى لحظةَ الخطر إلا هو سبحانه, فتهتفُ القلوبُ والألسنة معا حين توشك النفوسُ أن تهلك: يا الله, مستجيبة لنداء فطرتها الذي يبدو جليا في لحظةٍ كهذه تسقطُ فيها أقنعةُ الكبر, وتتلاشى ستائرُ الغفلة, ويخمدُ صوتُ الكفر والجحود, ليبقى الإيمان وحده شاهدا على أنّ الخالق الذي بيده الأمر والملك هو وحده من يستحقُّ العبادة والخضوع, "لا إلهَ إلّا هُوَ كُلُّ شيءٍ هالكٌ إلّا وجهَه".
لهذا كان صلى الله عليه وسلّم إذا حزبه أمر وأقلقه خطبٌ فزع إلى الصلاة, الصلاةُ التي بات كثيرٌ منا لا يحسُّ بروحها, ولا يقدرها حق قدقها, هي في الحقيقة كانت قرة عين نبينا, فليتَ أجيال اليوم الحائرة المتخبطة في الأحزان تدرك قيمة الصلاة بدلا من أن تلهث وراء السراب تحسبه سيغنيها ويمدها بما ترجو من الأمان.
جميلٌ يا لبنى كعهدي بنصوصكِ. بورك هذا القلم.
وفقكِ المولى وأسعدكِ وزادكِ من فضله.